كان يا ما كان في قديم الزمان، رجل وقع في غرام كوكب الزهرة. لكن هذا الرجل كان مغرماً فعلاً بكوكب الزهرة لدرجة العشق. وفي كل ليلة صافية السماء، كان يتمدد قبالة منزله ويصرّح عن حبه لهذا الكوكب الجميل بعيد المنال... على ما كان يظن.
في إحدى الأمسيات حيث كان يحلم بمحبوبته الزهرة وقلبه مفعم بالعشق وجسده مشحون بالعواطف، سمع صوتاً ناعماً يدغدغ أذنيه.
لقد وقعت في حبك، وأنا أتوق لأضمك بين ذراعي.، تعال إلي ياحبيبي...
قفز الرجل قفزة واحدة، لأن قلبه تعرف إلى صوت محبوبته الزهرة و لو أنه لم يسمع صوتها من قبل. هاهي أخيراً محبوبته الزهرة قد أحست بحبه واستجابت لجذوة عاطفته.
لكن كيف لي أن أصل إليك يا حبيبتي، وأنا رجل عادي؟
أجابته بصوت دافئ:
انظر إلى شعاع القمر الذي يضيء حتى قدميك، اصعد عليه وعندما تصل إلى القمر سوف تجد شعاعاً آخر نصبته لك حتى تصل إلي...
صعد الرجل على الشعاع المضيء بسهولة و ارتفع حتى القمر. هناك وجد فعلاً الشعاع الآخر كما وعدته حبيبته الزهرة وبدأ يقترب من محبوبته.
لكن في منتصف الطريق، فكر فجأة: "هذا غير معقول، أنا أحلم. لا يمكن لرجل أن يمشي على شعاع مضيء بين الكواكب..."
مع الشك الذي بدأ يأكله، تعثر ووقع... وتحطم على كوكب المريخ على بعد آلاف الأميال من محبوبته....
لكن قبل أن يموت، استطاع أن يسمع صوت حبيبته الزهرة وهي تقول له في أذنه.
لم يكن يكفي أن تحبني وتعشقني، ولم يكن يكفي أن تثق بي. كان لا بد من أن تؤمن بقدراتك وتتجرأ على الثقة بنفسك!
هكذا انتهت قصة الرجل الذي مات ولم يعلم أن الممكن أبعد من المستحيل بقليل.
مترجمة عن مجموعة "قصص للشفاء، قصص للكبر" - جاك سالومي