اجعلوا للماء لونا وطعما ورائحة[center]سرحت يومًا وفي بعض السرحات فوائد,
ولعلي استحدث قولاً يبلغ الآفاق يوماً!
وهو:
اسرح ففي السرحان ثلاث فوائد:
تذكر خل..
وانكشاف حقائق..
وإحساس بشيء عن فؤادك غائب..!!
المهم...
أنني سرحت وجالت بفكري هذه الخاطرة:
يقولون لنا منذ صغرنا وخصوصًا في مادة العلوم:
الماء...
..لا طعم.. ولا لون.. ولا رائحة.
.
والماء أساس حياة كل كائن حي
كما جاء في قوله تعالى:
{ وجعلنا من الماء كل شئ حي} الأنبياء 30
هنا سؤال يـُـطرح بقوة:
هل الماء كونه (كما يقولون) لا لون له.. ولا طعم ..
ولا رائحة ,يجعل الحياة لاطعم لها ولا لون ولا رائحة.
بالتأكيد لا,
بدليل ان هناك من تشرب عنده ماءًا وتحس إحساسًا قويًا
أن الماء الذي تشربه
عند فلان له لون وله طعم وله رائحة تجعلك تشرب شرب (الهيم)!
.
.
.
فمن هم الذين يعطون الحياة (الماء) لونًا.. وطعماً.. ورائحة؟!
إنهم الأسخياء الذين يعطون من نفس طيبة....
إنهم كرماء النفوس الذين يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة..
إنهم الأريحيون الذين يفرحون بكل قادم إليهم ويحزنون لـ فراقه...
إنهم الذين يعطون ومن فرحهم بالعطاء يبدون وكأنهم هم الآخذون...
ثم إن هناك في الجهة المقابلة من يعطي للحياة طعماً مرًا تصل مرارته
إلى مرارة الحنظل فقد قيل
لا تسقني كأس الحياة بذلة..
..بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
فالحياة بكرامة وإن كانت هذه الحياة بطعم الحنظل أفضل من حياة حلوة ورغيدة بذل وامتهان للكرامة!!
وهناك من قال:
ومن يك ذا فم مر مريض
يجد مُــراً به الماء الزلالا.
فالنفسية المريضة والنظر لكل شيء في الحياة على أنه ممل وأنه قلق وأنه خطأ!
يجعل حياة من يحمل هذا الإحساس مـُرة وإن كانت حلوة في الحقيقة!
إذًا لنجعل للماء.. لونًا.. وطعماً ..ورائحة..
وذلك بـ....
طيب النفْـس ,
وبالحب,
والسماحة,
والبشاشة,
والصدق,
والصفاء,
ليقرأ كل من لم يقتنع بما سبق.. وليردد قول
الشاعر ...
قال: الليالي جرعتني علقما
قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مترنما ** طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما** أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك** أن تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك** و الدجى متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
إن من يقابلك في الصباح فيقول لك:صباحك فُـل..
وفي يوم آخر يقول : صباحك قشطة..
وفي وسط النهار يقول لك : نهارك أبيض..
وفي المساء يقول لك : مساء العسل يا سكر!!
هذا الإنسان اللطيف في عباراته ألم يعط الحياة
لونًا.. وطعماً ..ورائحة ؟
ولنفترض أنه لن يخدمك ولن يقدم لك أي فائدة
فقد انطبق عليه قول الشاعر
لا خيل عندك تهديها ولامال
فليسعد النطق إن لم تسعد الحال