كي نزيل الإبهام .. التكنولوجيا والتنمية

كي نزيل الإبهام .. التكنولوجيا والتنمية

الوحدة
اقتصاد
الأحد 25 / 3 / 2007
قصي حاج محمد

تستضيف صفحة اقتصاد لهذا الاسبوع السيد قصي حاج محمد , اجازة ادارة الاعمال , ليزيل الابهام عن مفهوم ارتباط التكنولوجيا بعملية التنمية حيث يقول :

تعرف التكنولوجيا بأنها علم الاساليب التي يضعها شخص أو مجموعة اشخاص في الصناعة أو البحث العلمي أو الانتاج لانجاز الغرض المنشود .‏

[size=16]فالتكنولوجيا بهذا المعنى تشمل مجموعة المهارات والادوات والمعدات التي تستخدم في صناعة معينة , والتكنولوجيا منظومة مصرفية تتعلق بالمعرفة من جهة‏

[size=16]وبالمجتمع من جهة اخرى .‏

[size=16]وعلى الرغم من أن التكنولوجيا اقترنت تاريخياً على الاقل بالرأسمالية الغربية الا انها بطبيعتها الذاتية تستوعب جميع الانماط الاجتماعية , وكل الارث الانساني فيما بناه من مؤسسات وما حازه من عادات فالتكنولوجيا لا تستطيع أن تحتكرها امة أو طبقة أو حكومة أو مجموعة من الناس .‏

[size=16]وقد ارتبطت التكنولوجيا بالانتاج الصناعي ويمكن فهم دورها من خلال التعرف على العملية الانتاجية أو عوامل الانتاج حيث أن الكثير من البحوث والدراسات لاقتصاديات عدد من البلدان اثبتت أن للعلوم والتكنولوجيا الدور الاكبر في النمو الاقتصادي للبلدان الصناعية المتقدمة والبلدان الصناعية الجديدة وقد ادت هذه النتائج إلى اعادة النظر في مفهوم دالة الانتاج التقليدية التي كانت تعتبر أن الانتاج يعتمد على العمل ورأس المال , اذ اضيف عامل ثالث إلى هذه الدالة وهو عامل التكنولوجيا وكان نصيب العامل في التنمية اكبر من نصيب اليد العاملة ورأس المال , وكما اظهرت الدراسات أن التكنولوجيا كانت سبباً في 50 - 90% من النمو الاقتصادي في عدد من البلدان , وهكذا فإن وضع التطور التكنولوجي في قلب الحياة الاقتصادية للامة هو المحرك الاساسي للتنمية فيها .‏

[size=16]أن ما تحتاجه امتنا العربية في هذا المجال اليوم هو الوصول والاطلاع على التكنولوجيا الجديدة واستيعابها وتطويرها والعمل على ايجاد موقع متقدم في المنافسة التكنولوجية والقدرة على تطوير تكنولوجيا جديدة حيث تواجه امتنا خدمات كبيرة في رفع مستوى الحياة لشعوبها واستثمار مواردها الطبيعية والبشرية وتنمية ثرواتها واحتواء التغيرات الاقتصادية العالمية التي تحيط بها ولا شك في أن التكنولوجيا من المقومات الاساسية لايّ محاولة جادة لمواجهة هذه التحديات وكانت حيازة التكنولوجيا في الخمسينات والستينات تتم عن طريق استيرادها اي النقل الافقي من البلدان الصناعية المتقدمة إلى البلدان النامية .‏

[size=16]ولكن اكدت تجارب العقدين الاخيرين أن هذه السياسة لم تؤد إلى تحقيق النتائج المرجوة منها فقد اثبتت الدراسات التي تمت لتقييم تجربة القدرة التكنولوجية لكوريا الجنوبية أن العامل الاول لعملية التطوير في ذلك البلد كان بسبب عودة الدارسين أو العاملين في الخارج إلى بلادهم والعامل الثاني هو دور الحكومة الكورية في تخطيط وتنفيذ سياسات التنمية الصناعية وهذا يعني أن السياسة الناجمة في هذا الشأن هي اعتماد استراتيجية القدرة التكنولوجية الذاتية وهذه تؤدي في النهاية إلى التخلص من التبعية للبلدان الاخرى , ومن الظروف التي اعتمدت هذه الاستراتيجية - كوريا الجنوبية , تايوان , الصين , الهند , ماليزيا , تايلاند , وقد حققت هذه الدول تقدماً تكنولوجياً ملموساً ومعدلات عالية من النمو .‏

[size=16]ان الامة العربية تزخر بالطاقات الكافية والقوى المبدعة المخبوءة ولا تحتاج الا إلى الشجاعة والبصيرة والفهم لتجاوز العقبات والصعوبات واول من يجب أن يتحلى بهذه السجايا المثقفون وقادة الرأي والفكر .‏

[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]