|
هجرت كـل الطـرق والسبـل لكثـرة الأمـوال |
وأكتفيـت بقليـل المـال لكـل السنيـن الطـوال |
فإذا بـي أعيـش وحيـداً بالنهـار وفـي الليـل |
فقلـت لنفسـي لمـاذا تتغيـر جميـع الأحـوال |
يا من كانوا يكنون المودة والمحبـة ثقـل الجبـال |
أراهم اليوم عني يبعدون عـن اللقـاء والسـؤال |
بكيـت حزنـاً فلـم تسكـب أدمعـي كـالـزلال |
قال الدمع أأنـزل علـى شـيء نهايتـه الـزوال |
|
قال فؤادي أنا للحب والـدم وليـس لتحمـل الآلام |
وقالت جوارحي أبعد عنا كل الآهـات والأسقـام |
وقال شيب رأسي لـم أبيـض بمـرور الأعـوام |
وقفت بما أملك لكل من كان حولي حتـى الغـلام |
فالرجال قالوا لا عيب بك سوى أنك قليل الدراهـم |
والأطفال قالوا حنانك لا يوصلونا لكـل الأحـلام |
أفهمت من كل الأعمار أن المال دواء هذه الأيـام |
فياعجبي أني مازلت ساهياً لكي أصحو من المنـام |
|
وقلت يالله أهكذا الكل هجرنـي بالحيـاة وحـدي |
عقلي للواحد الأحد دومـاً فـي جميـع الاحوالـي |
وقالت دموع العين ننزل بغزارة للخالـق البـاري |
قال جسمي إن الأمراض عند الله بالحسنات تجازى |
ظننـت صوتـي لا يسمـع لدانـي والقـاصـي |
فوجدت القاصي والداني يسمـع ولكـن لا يبالـي |
يدي مـدت دومـاً للعـون ولقضـاء ألحاجاتـي |
فالحمد لله ربـي قـد كـف مـد يـدي لخليلـي |
|
أسأل الله العظيم أن يجعلني محافظ على الصلوات |
لا أشغل نفسي وفكري وكل جوارحي عن العبادات |
ولا أفكر في الدنيـا لأكثـر الأمـوال والعقـارات |
اللهم قوني بالبعـد عـن مـا يشدنـي للهفـوات |
أيقنـت أن العـبـادة والتسبـيـح والصـدقـات |
لا يمكن لأحد سلبهـا بمـا أوتـي مـن قـدرات |
تسـاق النفـس والهـوى بلـهـف للشـهـوات |
فمهمـا يطـول العمـر لا محـال مـن الممـات |
|
اللهم بمنك وفضلك أنا و والـدي بلقائـك فرحيـن |
ولا نكو نـوا فـي يـوم القيامـة مـن النادميـن |
اللهم لا تحرمني و والدي من النعيميـن الدائميـن |
ولا تجعلني و والدي يوم البعث مـن المطروديـن |
اللهم اجعل في قلبـي حبـاً لـك بكثـرة الثقليـن |
أرجوك و والـدي بعفـوك إلـى الجنـة داخليـن |
اللهم أكرمني و والدي مـن السكـن فـي عليـن |
وأسألك لمن لهم حق علـى برحمتـك مرحوميـن |
|