فارق ثلاثة أطفال أخوة الحياة إثر تناولهم مادة الفلافل في وجبة العشاء بعد أن غمسوها ببودرة مبيد حشري عالي السمية إذ ظنوا خطأ أنها مادة الملح.. وذكر عمهم أن الاطفال الثلاثة عدي 7 سنوات, وقصي 5 سنوات, وفداء 3 سنوات كانوا قد تحلقوا مساء حول طاولة الطعام التي نسي عليها والدهم المادتين ( الفلافل وعلبة بودرة سم الصراصير بجانب بعضهما البعض وغادر المنزل مسرعاً برفقة والدتهم التي فاجأها المخاض فور دخوله إلى البيت.. وبعد مرور ساعتين تذكر ما كان قد غفل عنه في بيته أثناء انشغاله باسعاف زوجته إلى أقرب مشفى فاتصل به وطلب منه الذهاب إلى منزله من أجل الاطمئنان على الاطفال فذهب على الفور ولكنه وصل للأسف بعد فوات الأوان فقد سبق السيف العزل ووقع الفأس بالرأس اذ تفاجأ برؤية أولاد أخيه الثلاثة وهم بحالة إقياء وإسهال شديدين ولما سألهم ماذا تناولتم على العشاء أشاروا إلى طبق فيه بقايا فلافل وبجانبه وجد علبة بودرة سم الصراصير التي أفرغوا بعضها في صحن قهوة وراحوا - كما بدا له - يغمسون أقراص الفلافل بمحتوى هذا الصحن بعد أن ظنوا خطأ أن هذا ملح. واكتملت الفاجعة بموت الأب منتحرا بإطلاق النار على نفسه من مسدسه المرخص فور علمه بوفاة بنيه بينما راحت الأم في غيبوبة حمى النفاس حالتها خطيرة.
الدكتور حسان سليمان المشرف على علاج الأم المنكوبة عقب على هذه الحادثة المأساوية بالقول:ربما كان القضاء والقدر قد أودى بحياة هؤلاء فالحذر لا ينجي من القدر ولكني أود التنويه هنا إلى عدم اقتناء أي مبيد حشري داخل بيت فيه أطفال إذ يمكن تصنيف حالات تسمم الاطفال بهذه المادة بالذات بين أكثر الحوادث المنزلية شيوعا. وقد شاع استخدامها في حالات انتحار المراهقين وحالات التسمم الجنائي في حوادث القتل بالسم ولاسيما بين الأزواج. لأنها بصراحة هي المادة الأيسر تناولا والاسهل تداولا والشائعة الاستخدام في بيوت عامة الناس كما أود أن ألفت نظر الجميع إلى ضرورة تطبيق الاسعافات الأولية منزليا فور اكتشاف الاصابة وقبل نقل المصابين إلى المشفى فعامل الزمن مهم جدا في إنقاذ حياة المصاب قبل تفشي مفعول السم في جسده وهذا ما يجب التأكيد عليه في دورات الوقاية من الحوادث المنزلية التي تنظمها أحيانا فعاليات الاتحاد النسائي ومن خلال برامج الصحة والحياة التي تعرض دوريا على شاشة التلفزيون