الرساله الاولى...
يا أول فرحة لي بالأمومة التي طالما انتظرتها..
يا من كنت أناجيها وهي لا زالت جنينا يسكن ويستكن داخلي..
لا تذكرين كم من الأغاني هدهدتك بها لأسلــّي وحدتك وأحثك على سرعة قدومك..
وكم من الحب والحنان غذيتك به..
ولا تذكرين كم كنت أتلهف على ضمك وشمك..
كنت أعتبرك "أنا" بصورة مصغرة ، لم أكن أعتبرك كائنا آخر أو حتى جزء مني..
أحببت نفسي وبدأت أراعيها لأجلك..
علمتك كيف تحبي .. وكيف يحبوكِ البشر ..
وحين تعلمتِه...لم تمنحيني منه شيء!
ولم أنتظر منك حين كبرتِ سوى أن تبادليني الحب والإحساس
وتشعريني بالتقدير ،، فهل هذا مستحيل؟!
اغفري لي تلعثم قلمي وعجزي عن التعبير عما لكِ هنا
الرساله الثانيه...
يا ثاني فرحة لقلبي..
يا حباً شعرته لأول مرة في حياتي الجامدة ، الجافة..
لأول مرة أشعر بتيار الإحساس ينساب من قلبي لقلبك ، ثم يرتد لقلبي ويكـوّن "دارة" حب رائعة..
يا من احتويتها بداخلي حتى بعد ولادتها..
لا تذكرين ، ولا تعلمين كم كنت أعاني في حزنك وألمك ومرضك..
ولا تعلمين كم تؤلمين قلبي بشراسة ولا تبالي .. ويصفح عنك..
هل تعلمين كم تسعدني رؤيتك حين تمتصين غضبي فيلهج قلبي قبل لساني بالدعاء لكِ..
علمتك أساسيات الخوض في الحياة..
عودتك أن ترتمي بهمك عليّ ليحمله قلبي عنك..
ولم أنتظر منك حين كبرتِ سوى أن تبادليني الحب والإحساس
وتشعريني بالتقدير ،، فهل هذا مستحيل؟!
اغفري لي تلعثم قلمي وعجزي عن التعبير عما لكِ هنا
الرساله الثالثه...
يا من أكملت ربحي بالجنة ..
يا ثالث كنوزي التي كنت أتباهى بها .. ويا أول بسمة دغدغت قلبي في ثالث يوم من قدومها لحياتي..
يا رائحة أختي الحبيبة التي أشمها كلما ضممتك وقبلتك..
يا كل الأحاسيس الرقيقة... لا تدفني مابك !
لا تعلمين يا صغيرتي أن مقدمك كان بالخير علينا جميعاً..
وأن وجودك في حياتي كان بمثابة العيش على جزيرة خضراء هادئة..
فرحت بك كما لم أفرح من قبل ، وكلما تدرجتِ بعمرك ازدادت فرحتي ... وتصرين على دفنها..
ولم أنتظر منك حين كبرتِ سوى أن تبادليني الحب والإحساس
وتشعريني بالتقدير ،، فهل هذا مستحيل؟!
اغفري لي تلعثم قلمي وعجزي عن التعبير عما لكِ هنا
الرساله الرابعه...
يا صغيري الحبيب..
يا منقذي من الألسن ..
يا هبة الله لي بعد صلواتي ومناجاتي والناس نيام...
لا تدري كم سجدت لله شاكرة وأنت في داخلي لفرحتي بقرب قدومك..
كنت أعد الأيام والساعات لأثلج القلب بضمك أيها الحبيب..
أحبك .. ولن تجد قلبا يحبك مثل قلبي ..
وكم حمدت الله أن وهبني إيـّـاك لتحميني من ألسنة الناس لعدم وجودكٍ..
وكم شكرته بأن أعطاني الولد الذي سيكون سنداً لي بعد الله لي ولأخواته.
ولم أنتظر منك حين كبرت سوى أن تبادلني الحب والإحساس
وتشعرني بالتقدير ،، فهل هذا مستحيل؟!
اغفر لي تلعثم قلمي وعجزي عن التعبير عما لك هنا
"رسالتي إليكم جميعا"
يا أجمل ما وهبني الله في حياتي..
حروفي هذه ما قصدت بها إلا نفض الغبار عن أعينكم وقلوبكم ، لتشاهدوا الحقيقة التي غابت عنكم ..
من الطبيعي أن كل أم تحب أبنائها بعد ولادتهم..
أما أنا فعشقتكم وأنتم لازلتم أجنة في رحمي الشفيق عليكم..
كم عانيت وتألمت وسهرت وصبرت لأجلكم ..
كم فرحت لفرحكم واعتصر قلبي ألما لحزنكم وألمكم..
دائما كنت حريصة على أن أعدِل بينكم لأني قد سبق وجربت ماأخشاه عليكم..
هذه حقيقة كثير ما تجاهلتموها في حدة غضبكم..
كم كنت أحرم نفسي من متع ِ لأصبها عليكم وأسعدكم..
حين كنت على شفير الموت .. لم أكن أخشى على نفسي إلا لخوفي أن أترككم في وحدة من بعدي..
طلبت من الجميع وقتها يخبروكم برغبتي الوحيدة وهي ..
أن تحبوا بعضكم وتكونوا سوياً متحابين، مترابطين..
فهذا كان ولا زال غاية أمانيّ..
ويؤلمني كثيراً بأن أراكم متباعدين..
ويحزّ في قلبي أن أشعر بعدوانيتكم لبعضكم..
ويقتلني تفرقكم وأنتم في بيت واحد يجمعكم..
ألا أستحق منكم أن تحققوا أمنيتي ؟
ألا أستحق أن تبادلوا أحاسيسي ؟
ألا أستحق منكم الاحترام والتقدير؟
كم كنت أصـبـّر النفس بكم ، ليقيني بأن الله سيعوضني خيراً (بكم)
وها أنا أنتظر تحقيق يقيني منذ (20) عاماً
قد تجاوز صبري صبر أيوب ، ولا زلت صابرة!!!
ولكني أسألكم الآن..كم سيطول صبري؟؟؟!!!