وجوب التعاون على البر والتقوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
أسأله عز وجل أن يبارك في جهود الجميع وأن يجعله لقاءا مباركا وأن ينفعنا به جميعا
ويجعله
عونا لنا على طاعته والتمسك بدينه والنصح له ولعباده إنه خير مسئول.
أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالتعاون على البر والتقوى ونهاهم عن التعاون
على الإثم والعدوان
حيث قال سبحانه وتعالى في سورة المائدة:
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى
الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ}
[1].
فجدير بكل مسلم وكل مسلمة في أنحاء الدنيا أن يحفظوا هذا العمل وأن يعنوا به كثيرا؛
قال تعالى {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا
بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
[2] فهذه السورة العظيمة القصيرة اشتملت على معان عظيمة من جملتها التواصي بالحق
وهو التعاون على البر والتقوى -
والرابحون السعداء في كل زمان وفي كل مكان هم الذين حققوا هذه الصفات
الأربع التي دلت عليها هذه السورة
، وهم الناجون من جميع أنواع الخسران.
فينبغي لكل مسلم أن يحققها وأن يلزمها وأن يدعو إليهاوالتعاون على البر
والتقوى هو تعاون على تحقيق
ما أمر الله به ورسوله قولا وعملا وعقيدة، وعلى ترك ما حرم الله ورسوله قولا
وعملا وعقيدة،
وكل إنسان محتاج إلى هذا التعاون أيما كان ذكرا كان أو أنثى، حيث تحصل له السعادة
العاجلة والآجلة بهذا التعاون
والنجاة في الدنيا والآخرة والسلامة من جميع أنواع الهلاك والفساد،.
ولا ريب أن أهل العلم أولى الناس بتحقيق هذه الأمور وذلك بالتعاون على البر والتقوى
عن إيمان وصدق
وإخلاص وصبر ومصابرة؛ لأن العامة قد لا يستطيعون ذلك لعدم فقههم وعلمهم،
ولا يستطيعون إلا الشيء اليسير
من ذلك على حسب علمهم، ولكن أهل العلم لهم القدرة. على ذلك أكثر من غيرهم
وكلما زاد العلم بالله وبرسوله وبدينه
زاد الواجب وزادت المسئولية وفي هذا المعنى يقول عز وجل:
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[5] الآية
، فكون بعضهم أولياء بعض يقتضي التناصح والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق
والصبر عليه
والحذر من كل ما يخالف هذه الولاية ويضعفها. فالمؤمن ولي أخيه وولي أخته في الله،
والمؤمنة كذلك ولية أختها في الله وولية أخيها في الله،
والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان.
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله باز
رحمه الله وامي وجميع اموات المسلمين