هم جعلوني بوي
التقيت بها في صالون للتجميل كانت ذات ملامح هادئة
ملامح أنثى , صوت فيه بحة , تتكلم بهدوء وتحاول أن تظهر خشونة بصوتها ..
كانت برفقتها فتاة أخرى ناعمة وتتعامل معها كأنها زوجها ,
نظرت إليها بتعجب , شدتني إليها كثيرا.
هي فتاه ..! إذاً لم تفعل بنفسها هكذا ؟
كانت تلبس بنطلون وبلوزة رجل , وساعة رجل , وشعرها قاصته بوي ,
وعطرها عطر رجال .. ونظراتها جرئيه , لا تهتم لنظرات من حولها .
باختصار كنت أمام فتاه بكل الملامح لكن بهيئة رجل , أثار منظرها اشمئزاز من حولها , إذ اخذوا ينظرون لها باحتقار ,
ولكن لم تكن نظرتي لها كالباقين .
فيها أشياء كثيرة تشدني إليها , تجرأت وسألتها ,
لم أنت هكذا ؟
نظرت لي بتفحص بعد أن أخذت صديقتها لحظنها , فقالت : نعم ؟
أعدت سؤالي لها , لم أنتِ هكذا !؟
لم تجيب عليه , فقلت ألست فتاه ؟
تأففت وقالت : وما شأنك ؟
أجبتها أعجبتني , وأريد التعرف عليك لخطبتك لأحد أقاربي !
ضحكت بصوت عالي لدرجه أن الكل تنبه لنا , فقالت بسخرية ( احلفي )
ضحكت أنا فقلت لا تستهزين !الست فتاه ؟
قالت : كنت !!
أنا كنتِ ؟
هي : نعم كنت فتاه في صغري , عندما لم يكن باستطاعتي أن اخذ حقي ممن كان يتسلط ويتجبر علينا .
أنا : الجبروت والتسلط لله سبحانه وتعالى .
هي : سوف احكي لك حكايتي , وبعد ذلك لا شان لكِ بي .
انا : أحاول
هي : اسمي سوسن , وينادوني سام ,!
كان والدي متزوج قبل أمي فتوفيت زوجته بعد أن أنجبت له ابنه , اخذ يبحث عن زوجه أخرى تكون مطيعة وذات شخصيه ضعيفة كي لا تقسوا على ابنته ,
اختاروا له عماتي أمي التي كانت تقاسي الأمرين من زوجة أبيها التي كانت مجردة من الانسانيه ,
عماتي لم يكونوا أفضل من زوجة جدي فقد كانوا متسلطات قاسيات ,
كان أبي يغيب كثيرا عن المنزل لكثرة أشغاله , تزوج أبي من أمي وأنجب منها ثلاثة , بنتان وولد , انا الأولى وبعدي بنت وأنجبت أمي أخي قبل وفاة أبي بأربعة أشهر , وكان عمري وقتها ثمان سنوات .
كانت إحدى عماتي اسمها منى شديدة السيطرة على أمي وعلى أختي الكبرى التي كان عمرها حين ذاك أربعة عشر سنه , رأيت أختي تعمل كالخادمة لدى عمتي ,
كانت تأمرها فتطيع بلا حول منها ولا قوه ,
اخذ عمي الوحيد الوصاية علينا وكان لا يعتبر لامي أي اعتبار , والأوامر يتلقاها من عمتي منى .
انا وإخوتي كنا ضحية تلك السيطرة , فكانت تريد أن نكون كأختي نعمل كالخدم لديها . قسمت منزلنا وأجرة نصفه , بعد أن كان لكل واحد منا حجرة أصبحنا جميعا نعيش في حجرتين فقط .
لا نحصل على كسوة إلا في العيد !
أموال أبي ذهبت لهم , الكثير الكثير لو اسرده لك لاحتاج ذلك مني أيام وأيام ,
بعد ثلاث سنين قامت عمتي بإجبار أختي بالزواج من والد زوجها الذي كان يعاني من عدة أمراض كي تخدمه وترتاح هي من الاهتمام به وتهتم بنفسها وزوجها فقط , أقسمت حينها أن أكون رجل البيت !!
أقسمت حينها بان لا اجعل لهم سيطرة عليّ أو على إخوتي وأمي .
صرخت بأعلى صوتي , بعد أصبح عمري ست عشرة سنة طردت المستأجرين واستعدت منزلنا , أصبح عمر أخي ثمان سنوات ولكن رأيته هو الآخر ضعيف ولن يكون كما أريد , قلت لا بد أن أكمل الطريق الذي بدأته .
تشاجرت مع عمتي طردتها من البيت , حاولت تضربني ولكن وقفت في وجهها ,
شعرت بمدى قوتي وسيطرتي على امي وإخوتي , خافت حاولت معي بأسلوب الاحترام ومدحي وبان شخصيتي تشبه شخصيتها ولكنها لم تؤثر عليّ ,
وحين رأيت باني استطعت أن استرجع بعض حقوق أسرتي ..
نسيت باني أنثى , تملكني شعور الرجولة والهيمنة على من حولي , أصبحت هكذا كما ترين بعد أن اغتصبوا أنوثتي اقرب الناس لي ,
انا : اجتاحني شعور مؤلم وكنت أقول في نفسي ياله من الم دائما نعتز بالأهل ونقول بأنهم سندنا وعزوتنا في نوائب الزمان دائما نقول هم ذخرنا , شعرت ساعتها بان سوسن فلسطين المغتصبة أرضها من إسرائيل الجايره ,
أفقت من سرحاني على صوت سوسن وهي تسألني لم أنت صامته ؟ ألم تصدقيني ؟
قلت بلى ياسوسن , ولكن كم عمرك الآن ؟
سوسن : أربع وعشرين سنه .
انا : وكم عمر شقيقك ؟
سوسن : ست عشرة سنة .
انا : آلا ترين بأنه أصبح شاب يعتمد عليه ؟
سوسن : بلى وهو إنسان صالح مستقيم ويراعي الله فينا ولكن هو عكاز لي استند عليه في تأدية بعض شؤون الأسرة
أنا : لمَ لا تصبحين أنتِ العكاز وهو سند للكل تعطينه من خبرتك تنصحينه وترشدينه للصواب ,
صمتت قليلاً , ثم أردفت أنا : سوسن انا لا أقول لك تخلي عن أسرتك ,
فكم من أمراه كانت هي العائل والمتصرف في شؤون أسرتها , ولكن لم تتخلى عن أنوثتها , صرخت سوسن في وجهي لو بقيت في ثياب الأنوثة لا داسوني دون هوادة
فقلت لها : عذراً ياسوسن كل ما فيك أنثى حتى انفعالاتك حين تردين علي تدل على أنوثتك , اعتمدي بعد الله على أخيك , كوني عوناً له , ارشديه للصواب , كوني اماً واختاً حنونة , عودي لعمر الثامنة ابدئي قويه ولكن , أنثى في ثياب أنثى في شكل أنثى وليس أنثى في ثياب رجل وعلى هيئة رجل ,
سوسن راجعي نفسك , واختبري عواطفك , اختبري أخيك هل يستطيع أن يتحمل مسؤوليتكم ,
سوسن : نعم يستطيع أخي تحمل مسؤوليتنا
انا : اذاً أين المشكلة ؟ سوسن انتظر منك تغيير جذري لأسلوب حياتك دون أن تخسري شخصيتك القوية وهذا رقمي علك تدعوني في يوم عرسك ,
ضحكت سوسن ضحكه جميله , ضحكة أنثى لم تجد من ينتشلها مما كانت فيه,
حتى هي استغربت من نفسها ,
أخذت الرقم وودعتها وانا ادعوا لها,
وبعد ستة أشهر أتاني اتصال من رقم غريب ,
انا : الو
المتصل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المتصل الم تعرفيني انا سوسن
انا : أهلا وسهلا ياسام كيف حالك ؟
سوسن : بخير والحمد لله لا تناديني سام , ناديني سوسو ,
ثم أردفت بعد أسبوع حفل ملكتي وانا ادعوك للحضور
انا : ألف مبروك يا سوسنه , ألف مبروك على كل شيء